التعامل مع الشعب الجزائري...تجربة صادقة

 



 هل سبق لكم أن تعاملتم مع إخوتنا الجزائريون؟

أطرح هذا السؤال عليكم، و سأكون أول من يجيب عنه انطلاقا من تجارب واقعية. يأتي هذا السؤال في غضون الخلط المحتمل للجماهير المغربية بين الصورة السلبية التي يقدمها الاعلام الجزائري عن نفسه و هو يغطي منافسات كأس العالم الجارية بقطر ، وصلت مستويات لا تصدق ، و تقترب من مقاربة أي إنسان يعاني من أمراض نفسية، و بين أبناء الشعب الجزائري الشقيق.

يمكنني القول، و بدون تحفظ أو تردد، أن كل مغربي هو جزائري، و أن الشعب الجزائري و الشعب المغربي هو شعب واحد جزأته فرنسا الاستعمارية. و كل جزائري هو مغربي، و كل مغربي هو جزائري عقيدة و سلوكا و صورة (سُحْنَةً). و هذا ليس غريبا بحكم المشترك الحضاري و اللغوي و حتى البيولوجي بين الشعبين.

و ما لم تسمح لأحدنا الظروف بالتعامل المباشر مع إخواننا الجزائريين، (و العكس صحيح) فالانجرار نحو تعامل عدواني أو عدائي(لفضي/افتراضي) يبقى قائما. لذلك علينا أن نحتاط من كلام و التعاليق المسيئة لإخواننا (الجزائريين)، و أن لا نطلق كلاما على الغير، إلا بعدما نُجرِّب أو نتخيل وقعه علينا (أي على الذات) أولا. و لعل ديننا الحنيف وضع حدودا واضحة و آداب خالدة في كتابه العزيز و سنة نبيه الحكيم في هذا الباب ( "إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"؛ " إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ" ؛ " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" )..

في صيف 2008 يسر الله لي زيارة لندن التي مكثت بها لقرابة شهر، حيث سنحت لي الفرصة بالتعرف على أصدقاء جزائريين أبهرتني طيبوبتهم و تعاملهم الراقي، و جمعتنا جميعا دعوات ضيافة من لدن مغاربة آخرون، مما يعني أن علاقة الجالية المغربية بنظيرتها الجزائرية هي علاقة أخوة و احترام تعلو على الشنآن الذي تسعى السلطة في الجزائر إلى استدامته خدمة لأطروحتها “البوليزارية”.

و طيبوبة الجزائريين بطباعهم و دمهم المغربي، ليس حبيس أوروبا و الشرق الوسط فقط، بل ينتشر في كل بقاع العالم، و من ضمنها الأمريكيتين..، أقول هذا عن قناعة و تجربة !!

Commentaires